Páginas

الخميس، 13 مارس 2014

الأمن" و "فتاة الرابية "

الأمن" و "فتاة الرابية "  



عبدالهادي راجي المجالي ... الخميس 2014-03-13

في نابلس , قام أهلها أمس بلف الشهيد رائد زعيتر بالعلم الأردني والفلسطيني ...وأودعوه القبر دون أن يحتكروا هويته أو دمه , فهو فلسطيني وأردني وعربي ...ولأنها نابلس يليق بها أن تكون موحدة جامعة , وحرة ...

أما في الرابيه , فتهجم فتاه ...في أول العمر على ضابط أردني تحاول أن تصفعه ويتداول نشطاء التواصل الإجتماعي هذا الفيديو , ويستهجنون سلوكها ...

الفرق بيننا وبين رائد زعيتر , أنه في موته وحد بين نابلس والسلط بين الخليل والكرك وأنا شخصيا شعرت بالفخر أنه قاض أردني ...هل تعرفون لماذا ؟ لأنه لم يذل ودافع عن كرامته ...وارتضى الموت على أن لايمس جبينه الأغر .

تلك الفتاه التي حاولت صفع رجل الأمن ...هل تدرك وهل تعرف أن ضباط وأفراد الأمن الأردني هم بكوا أيضا وأعتصر قلبهم الغضب على ما حدث , هل تعرف أنهم بشر من مشاعر وأنهم يحبون فلسطين حد الخشوع لإسمها ..وأن بعضهم يتمنى لو يصلي في الأقصى يوم الجمعة ويمرغ وجهه بطهر تراب القدس .

هل تعرف تلك الفتاه ..أن اسماء الكتائب لدينا موزعه بين اسماء قرى وجبال فلسطين ..هل تعرف أن الدورات التدريبية والشرطية في أغلبها تحمل اسماء مدن فلسطين وبعضها يحمل إسم أغلى وأعز بقعة في الدنيا وهي القدس ...

هل تعرف تلك الفتاه أن أحد مشايخ الأمن العام دعى للشهيد رائد وأقام الصلاة على روحه ...وأن هناك شارعا سيحمل إسمه ,وربما دورات تدريبيه وربما سرية أو كتيبه...

هؤلاء ليسوا جناة , ولا مرتدين ...الذين وقفوا في الرابيه مثلنا لهم عواطف ولهم شعور قومي , ولهم أباء وأجداد قاتلوا في فلسطين , وهؤلاء لايحمون اليهود هم يحمون سيادة الدولة وهيبتها ....ويحمون الشوارع كي لا تستباح ولا توظف .

رائد زعيتر ...عمله كان مرتبطا بالأمن فهذا الجهاز كان يتولى تنفيذ قراراته , وكان أفراد التنفيذ القضائي ...هم الذين يترجموا تلك القرارات لتطبيق , وأظن أن الشهيد عاش معهم ...وشاهدهم والتقى بهم بشكل يومي , وهو لا في حياته ولا في شهادته أظنه يرضى أن تمتد يد لصفع ضابط أو لشتم جندي ...

(3) سنوات عجاف قلقة متعبه , لم يذق فيها أفراد الأمن الراحة , (3) سنوات وهم في الشوارع وفي الأزقة ...ويتحملون ما لايتحمله بشر , ويصبرون ..ولو أنهم لا يملكون حسا قوميا أو وطنيا لما عبرنا الربيع العربي بدون قطرة دم ...
صدقوني أن رائد زعيتر وفي كل قضية كان ينظر فيها , كان رجل الأمن على باب قاعة المحكمة يحرسه وينفذ قراراته , ويصون هيبة القاضي وقوته .

نحن حالنا واحد , فالمسافة بين نابلس وكل وريد أردني هي مسافة قريبه , وأحلامنا واحده والدم واحد ...ورائد زعيتر مثلما لفلسطين حصة فيه , معان أيضا والكرك والطفيله , لهن دمع عليه ولهن حزن عصيب ...
لماذا دوما نبحث عما يفرقنا ....هل يستطيع أحد أن يفرق بين عين وأخرى في رأس واحد ...حالنا هكذا نحن الفلسطينيون ونحن الأردنيون ...فلماذا نحاول أن نفرق إذا .